روائع مختارة | روضة الدعاة | المرأة الداعية | هاجر سعد الدين.. الرئيس الأسبق لإذاعة القرآن الكريم المصرية

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > المرأة الداعية > هاجر سعد الدين.. الرئيس الأسبق لإذاعة القرآن الكريم المصرية


  هاجر سعد الدين.. الرئيس الأسبق لإذاعة القرآن الكريم المصرية
     عدد مرات المشاهدة: 6873        عدد مرات الإرسال: 0

دكتورة هاجر سعد الدين أول سيدة تشغل منصب رئيس شبكة القرآن الكريم المصرية.  

تخرجت في كلية البنات جامعة الأزهر، وعملت كمشرفة على البرامج الدينية بالبرنامج العام بالإذاعة، ثم تحولت إلى إذاعة القرآن الكريم التي تدرجت فيها حتى صارت في مدة قصيرة على قمتها.

 وعلى الرغم من تقاعدها عن العمل الرسمي، إلا أنها ما تزال تقدم برامجها ذائعة الصيت منها: "دنيا ودين"، و"فقه المرأة المسلمة" وغيرهما..

حصلت على الماجستير عن رسالتها بعنوان "فقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه" ثم حصلت على الدكتوراه عن رسالتها: "في حقوق الزوجة المادية الناشئة عن عقد الزواج".

الميلاد والنشأة:

وُلِدَتْ الدكتورة هاجر سعد الدين لأبويْن متعلميْن متدينيْن في قرية من قرى محافظة المنوفية ـ إحدى محافظات جمهورية مصر العربيةـ.

وكان والدها رائدا من رواد صناعة النسيج. أما أمها فكانت لا شغل لها سوى تربية أبنائها على التدين والأخلاق، حيث كانت تؤمن أن التربية الأهم ثم يأتي التعليم. 

 التحقت د. هاجر بالدراسة في الأزهر نزولا على رغبة والدها من أنها سيكون لها دور عظيم في خدمة الإسلام والمسلمين.

كما أنه أسماها هاجر تيمنا بأم سيدنا إسماعيل عليه السلام؛ آملا أن يصير لها دور في خدمة الإسلام كما كان لأم إسماعيل عليه السلام، السيدة هاجر.

وقد حصلت على تعليمها الثانوي من شبين الكوم، ونزولا على رغبة أبيها التحقت بكلية البنات جامعة الأزهر وتخرجت بتفوق.

وكان مما شجعها على الدراسة في الأزهر أبوها، حيث كان يهديها أمهات الكتب مثل: كتاب "شرح الزيلعي" في الفقه الحنفي، وتفسير القرآن للقرطبي.

ثم اعتكفت على حفظ القرآن الكريم في الإجازات الصيفية حتى أتمته، ثم تخرجت في الجامعة وعملت بالإذاعة المصرية.

بداية مزهرة:

وقد أشرفت في بداية حياتها العملية على أحاديث الصباح الدينية في البرنامج العام، وكانت مدتها لا تتعدى الخمس دقائق وحينها كانت تستضيف كبار العلماء في الفقه وعلوم الدين كفضيلة الإمام الباقوريز

والشيخ محمد البهي، والشيخ الفحام والشيخ جاد الحق على جاد الحق، والشيخ محمد طنطاوي، و الدكتور محمد سلاّم مدكور، والدكتور عبد المنعم النمر، والشيخ عطية صقر وغيرهم.
 
ثم أوكلوا إليها الإشراف على أحاديث السهرة، ولم تكن تعنى بالمسائل الدينية فقط، بل كانت عبارة عن أحاديث يومية لسهرة أدبية مدتها عشر دقائق.

وقد جعلت كل حديث يومي قائما ومختصا بذاته في مجال معين، فكانت تقدم "الاقتصاد أو الشعر أو اللغة" كل ذلك وعلاقته بالأدب، وكل موضوع في يوم خاص وحلقة محددة.

وكان برنامجا ناجحا استضافت فيه خيرة علماء اللغة والأدب الذين كان لهم أكبر الأثر في تكوينها، خاصة في بداية علاقتها بالإعلام، حيث أمدوها بثراء فكري ولغوي انتفعت به فيما بعد.

إذاعة القرآن الكريم وحب لا ينتهي:

تقول د. هاجر سعد الدين عن علاقتها التي امتدت بإذاعة القرآن الكريم على مدى أكثر من 30 عاما: "أنا متيمة بالعمل في إذاعة القرآن الكريم فهي بيتي، لكنني بدأت بالفعل مسيرتي الإذاعية في البرنامج العام.

فقدمت أول برنامج ديني عام 1972م هو برنامج " دنيا ودين" وكان عبارة عن آيات قرآنية نوضح الدلالة العلمية فيها باستضافة الأساتذة المختصين في كل المجالات (الفلك، الطب، الهندسة، الزراعة) عملا بالآية الكريمة (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) سورة النحل،وسورة الأنبياء.

وكان يذاع في شهر رمضان قبل صلاة الفجر، ولاقى نجاحا عظيما فاستمر طوال العام، وتغير موعد إذاعته قبل الإفطار في رمضان.

وقد ظلت تقدم برنامج رأي الدين الذي يُذاع على إذاعة البرنامج العام لمدة 35عاما بشكل يومي، وهو يهتم بالرد على أسئلة المستمعين الخاصة بأمور دينهم والتي كانوا يتلقونها عبر البريد.

مكتبة خاصة للإذاعة:

وفور التحاقها بإذاعة القرآن الكريم عملت على تكوين مكتبة خاصة بالجهود الذاتية، فلجأت إلى مجمع البحوث ثم للإذاعة وحصلت على أمهات الكتب، حتى صارت لديهم مكتبة كبيرة تعتبر مرجعًا لكل العاملين.

ثم قامت بتأسيس قسم خاص بمراجعة مواد البرامج التي تذاع، كآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية والقدسية الشريفة، وقد رفع هذا القسم مستوى المواد المقدمة وجودتها؛ فقلت الأخطاء التي كان من الممكن حدوثها قبل ذلك. وما زال هذا القسم موجودًا حتى الآن.

التأكيد على خطاب المراهقين:

توجه الدكتورة هاجر دعوتها للعاملين في إذاعة القرآن الكريم وغيرها من الإذاعات، لتقديم برامج من شأنها التركيز على كل ما يخص الفتاة المسلمةز

و الأخلاق والحضارة والتاريخ وسير الأولين وحوادث الحياة؛ لنبين لها من خلاله كيف تفوقت الحضارة الإسلامية على الحضارة الغربية دونما إعلان أن هذا البرنامج خاص بالمراهقين.

كما لا يجب أن تقوم تلك البرامج على أسس دينية فقط، بل يجب تطعيم البرامج كلها بالمفاهيم والأسس الدينية، فبرامج المرأة تتحدث عن الفضيلة وتدعو لها.

مؤتمرات مشبوهة:

كما ترفض د. هاجر المشاركة في المؤتمرات التي تسعى لفرض أجندات مشبوهة تسئ للمرأة المسلمة وتبعدها عن دورها الحقيقي كمؤتمر (بكين، السيداو والجندر). مؤكدة من خلال منبرها الإعلامي أن ديننا الإسلامي هو دستورنا الذي أمرنا الله بالتمسك به.

والبشر يقصر نظرهم يضعون قوانين ودساتير دنيوية بعضها يأتي بالخير وفقا لمتطلبات الحياة السوية وبالرغم من أن ليس كل هذه المؤتمرات شر محض ولا خير محض، إلا أنها كانت تماما كالسم في العسل، فالله سبحانه وتعالى قد سمى باسمها سورة في القرآن الكريم.

ووضع لها القوانين التي تحمي حقوقها وتمنحها السعادة، كما وضع لها الأحكام الشرعية التي تنظم لها أمور الخطبة، والمهر، والزواج، والطلاق، والحضانة، وكل ما له علاقة بحياتها وأمور دينها.

كما تنتقد بشدة الصورة الاستهلاكية للمرأة التي تبثها وسائل الإعلام المرئية وغيرها.

وترى أنه بالرغم من انسياق بعض الفتيات لتقليد ذلك النموذج الإعلامي المستهلك، إلا أن هناك فتيات تملن للنموذج الأفضل، وذلك بفضل الطفرة الإسلامية والرجوع إلى الفضيلة، وصارت جذور الوعي بأمور الدين تمتد أكثر وأكثر فبدا ذلك واضحا حتى في سلوكياتها الحياتية.

كما تلفت إلى ضرورة تكاتف الأدوار، فليس للإعلام وحده الدور المؤثر والفعال في شخصية الإنسان، فللمسجد دوره وللمدرسة والبيت والدعاة، فكل هذه العناصر تتضافر معا وتعمل على تكوين شخصية الشباب.

وإن لم يكن لديهم الحصانة الكافية التي تمكنهم من السيطرة وانتقاء ما يشاهدونه من هذا السيل الإعلامي الجارف (الملتزم والمنفلت) فسيحدث ما لا يُحمد عُقباه.

الرجل في حياتها:

وعن دور الرجل في حياتها تقول: "دور الرجل كبير جدا في حياتي، فقد بدأ بأبي يرحمه الله الذي كان مثاليا في علاقته بي وإخوتي فكان يعدل بيننا بنين وبنات.

علمنا كيف نحب الله، فقد كان يعقد معنا ونحن صغار جلسات تأمل فمرة يأتينا بوردة لنتحدث عن قدرة الله فيها، فيسألنا واحدا واحدا عما نرى فيها، وكان يفعل هذا معنا عادة بعد صلاة الفجر وقراءة القرآن.

وكان يستخدم معنا مبدأ الثواب والعقاب وكان هذا أسلوبا محفزا جدا إلى أبعد مدى وهو ما تعلمته وعملت به مع أولادي والعاملين معي في إطار من الأسرة.

وأتذكر أجمل وأقيم جائزة في حياتي فقد عودنا أبي يرحمه الله أن يكافئ كل من ينجح منا ويتخرج في الجامعة بجائزة عظيمة وهي أداء فريضة الحج، وقد حججت بعد نجاحي على نفقة والدي يرحمه الله تعالى.

الكاتب: علي محمد الغريب

المصدر: موقع لها أون لاين